السـلام عليـكم ورحــمة الله وبركـاته
فضائل الصحابةرضي الله عنهم
عدالة الصحابة ومكانتهم في الإسلام
فلاش هكذا الرجال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ( خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته ) متفق عليه .
المعنى الإجمالي
الصحابي هو من رأى النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به ولم يرتدَّ على عقبه، فهؤلاء هم سادة الناس وأفضل الخلق بعد الأنبياء عليهم السلام فهم الذين نصروا الله ورسوله، وهم الذين نشروا الدين، ونقلوا إلينا الكتاب والسنة، فتعظيمهم واجب، وحبهم أوجب، والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يخبرنا بخيريتهم على سائر الأمة لنقوم بواجبنا تجاههم، ولنعرف لهم فضلهم، ثم يذكر عليه الصلاة والسلام التابعين وهم من رأى الصحابة وسار على نهجهم، فهؤلاء في المرتبة الثانية في الفضل بعد الصحابة، ويعقبهم في مرتبة الخيرية تابعوا التابعين، وهم كل من التقى التابعين ولم يلتق الصحابة، وسار على نهجهم، فهم في الفضل بعد التابعين .
والتفضيل والخيرية هنا من حيث الجملة، أي: أن جملة التابعين خير ممن جاء بعدهم، أما الأفراد فقد يوجد في أفراد الأمة من هو خير من بعض أفراد التابعين أو تابعيهم، والتفضيل في الحديث بالاتباع والاقتداء في الخير والصلاح، وليس بمجرد الوجود والولادة في زمن ما، فذاك أمر لا كسب للمرء فيه .
الفوائد العقدية
1- فضل الصحابة وخيرتهم على من جاء بعدهم .
2- الصحابة خير الناس بعد الأنبياء عليهم السلام حرمة سبِ الصحابة والقدحِ فيهم .
4- فضل التابعين ممن سار على نهج الصحابةرضوان الله عليهم
5- فضل تابعي التابعين ممن التقى بالتابعين وسار على نهجهم في الاقتداء بالصحابة .
6- أفضلية الأجيال الثلاثة الأولى على من جاء بعدهم
الرجـاء الضغط على الصوره
عقيدتنا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أولاً: وجوب محبة الصحابة الكرام
من عقيدة أهل السنة والجماعة وجوب محبة الصحابة وتعظيمهم وتوقيرهم وتكريمهم والاقتداء بهم والأخذ بآثارهم قال تعالى: ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه».
روى البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار» البخاري
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الأنصار:
«لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله».مسلم
الرجـاء الضغط على الصوره
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر».
وقال صلى الله عليه وسلم: «من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله».السند 2/501.
وروى مسلم باسناده إلى علي رضي الله عنه أنه قال: "والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلى أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق"
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن عمرو بن العاص رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟
قال:
«عائشة»
قال: فمن الرجال؟
قال:
«أبوها».
فهذه الأحاديث النبوية الصحيحة دلت على وجوب حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً مهاجرين وأنصار.
قال الإمام الطحاوي مبيناً ما يجب على المسلم اعتقاده في محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان" شرح الطحاوية ص467.
وقال أبو عبدالله بن بطه: "ونحب جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراتبهم ومنازلهم أولاً، فأولاً من أهل بدر والحديبية وبيعة الرضوان وأحد فهؤلاء أهل الفضائل الشريفة والمنازل المنيفة الذين سبقت لهم السوابق رحمهم الله أجمعين". الإبانة في أصول السنة والديانة ص271.
وأن بعض الصحابة شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، فقد روى الترمذي عن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة». الترمذي 3/311 وصححه الألباني.
وقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير من أصحابه وزوجاته بالجنة، والمقام لا يسع ذكرهم.
الرجـاء الضغط على الصوره
وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أريتك في ثلاث ليال، جاء بك الملك في خرقة من حرير فيقول: هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه».
ويكفي أم المؤمنين عائشة فخراً أن يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحرها ونحرها رضي الله عنها وعن أبيها، فعقيدة أهل السنة والجماعة يشهدون بالجنة لهؤلاء المذكورين بل يشهدون لجميع الصحابة من مهاجرين وأنصار.
قال تعالى:
( وَمَا لَكُمْ أَلا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) [الحديد: 10]
ثانياً: عدالة الصحابة رضي الله عنهم:
الصحابة كلهم عدول كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة.
قال صلى الله عليه وسلم:
«خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم».
قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة. البخاري ومسلم.
وقال الخطيب البغدادي بعد أن ذكر الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دلت على عدالة الصحابة وإنهم كلهم عدول، قال: هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء.
قال ابن حجر: "اتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة" الإصابة 1/17
وقال ابن كثير: "والصحابة كلهم عدول عن أهل السنة والجماعة لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز وبما انطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم رغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل والجزاء الجميل". الباحث الحثيث ص181-182.